musicooo.com
قصة حياة الأمير فيصل ولد الأمير القاتل عام 1950 وهو أحد أبناء الأمير مساعد وهو الابن التاسع لعبدالعزيز، إذ ولد عام 1923 فى السنة نفسها التى ولد فيها الملك الحالى عبد الله؛ وتشير المراجع التاريخية المتوفرة أن الأمير القاتل هو حفيد الأمير محمد بن طلال، آخر أمراء آل رشيد الذى سبق وتحدثنا عن أسره من قبل عبد العزيز بعد استيلائه على مدينة حائل عاصمة آل رشيد ونقله إلى الرياض ليتزوج من ابنته جواهر دون أن ينجب منها، فى حين زوّج شقيقتها الصغرى وطفاء لابنه مساعد عام 1944، وقد أنجبت وطفاء خالد الذى قتل بتهمة التطرف ومهاجمة محطة تلفزيونية عام 1966، وفيصل الذى قام باغتيال عمه الملك فيصل عام 1975، حسبما أفاد الدكتور نبيل خليل فى كتابه اغتيال الملك فيصل والخلافة السعودية. نشأ الأمير فيصل فى أوساط عائلة جده من أمه التى طلِّقت وهو فى السادسة من عمره. ويبدو أن أسرة آل الرشيد ما كانت لتخفى أحقادها القديمة على آل سعود، إذ يقال إن محمد بن طلال قام بعدة محاولات لاغتيال عبد العزيز، ويقال أيضاً أن جواهر، خالة الأمير فيصل، التى تزوجها عبد العزيز قد حاولت قتله وأنها تسببت أثناء المحاولة فى فقدانه إحدى عينيه. نُذكر أن هذه المعلومات ليست موثقة ولكنها تذكر فى كثير من المقالات غير الموقعة على شبكة الإنترنت.
تقول صحيفة السياسة الكويتية فى 29 - 3 - 1975 أن فيصل بن مساعد قد سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية هناك، فالتحق بداية فى جامعة سان فرنسيسكو حيث درس اللغة الإنجليزية تمهيداً للدراسة الجامعية، ثم التحق بجامعة كولورادو عام 1967 كما قالت جريدة المحرر اللبنانية فى 29 - 3 - 1975، ليحصل منها على شهادة الليسانس فى العلوم السياسية عام 1971، أى أنه لم يرسب أو يتأخر عاماً واحداً فى دراسته. وقالت صحيفة الفجر القطرية فى 5 - 4 - 1975 أنه التحق فى العام نفسه بقسم الدراسات العليا فى العلوم السياسية بجامعة كليفورنيا حيث حصل على شهادة بالدراسة العليا عام 1973، وتابعت الصحيفة القطرية فى العدد نفسه أنه عاد إلى السعودية عام 1974 حيث عُين أستاذاً فى جامعة الرياض. وأضافت الصحيفة القطرية، أن فيصلاً قد فصل من التدريس لعدم انسجام آرائه السياسية مع المسؤولين الجامعيين الذين طعنوا بشهادته العلمية الصادرة عن جامعة أمريكية. علماً أن مكتب وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية للأنباء أصدر تقريراً فى بيروت 19 - 6 - 1975 يؤكد فيه أن فيصلاً قد تخرَّج من ثلاث جامعات أمريكية. وعن آرائه السياسية التى يبدو أنها لم تنسجم مع المسؤولين فى الرياض فقد اكتسبها كما تقول السفير فى 27 - 3 - 1975 عبر "وجوده فى الولايات المتحدة التى كانت بمثابة فترة يقظة".
هذا وقد تم تنفيذ الحكم بعد عصر هذا اليوم "الأربعاء الماضي" أمام قصر الحكم بالرياض، ولا يخفف مصاب هذه الأمة فى فقيدها الغالى زعيمها الراحل إلا إيمانها بحملة الراية من بعده وقوله تعالى وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. هذا وقد أصدر الديوان الملكى بيانا عن نتائج التحقيق مع المجرم فيما يلى نصه.. بسم الله الرحمن الرحيم: قال الله تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِى الْقَتْلَى وقال جل شأنه: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ صدق الله العظيم. فى تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر يوم الأربعاء الموافق للتاسع من الشهر السادس لعام 1395هـ تم تنفيذ حكم الله بإعدام القاتل المجرم فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز الذى فجع الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع باغتياله جلالة المغفور له الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وذلك إنفاذا للحكم الشرعى الصادر بالصك الشرعى رقم 10 –1 من المحكمة الشرعية برئاسة فضيلة الشيخ محمد البدر رئيس المحكمة الكبرى بالرياض المصدق من ولى الأمر جلالة الملك خالد حفظه الله.
وقد بنى الحكم المشار إليه على ثبوت اقترافه جريمة القتل العمد بسابق القصد والإصرار وبالأدلة القاطعة الدامغة، وباعترافه الصريح الواضح لدى المحكمة الشرعية المنوه عنها والذى أصر فيه على مبادئه المنحرفة وعلى رفضه للدين الإسلامى الحنيف وشريعته الغراء، واعترافه بأن الدافع لجريمته هو اعتقاده بأن الفقيد الشهيد كان هو الزعامة العالمية التى تدعو لاستمرار الدين الإسلامى ونشره فى العالم وأنه يفضل انتهاء الدين الإسلامى تماما لأنه يساعد على الاتكالية ويعطل عجلة التطور وأنه أقدم على قتل الملك الشهيد من أجل تغيير الدين الحنيف وأنه لا يرى داعيا لإقامة الشعائر الدينية كالصلاة والصيام والحج، ويعتقد بأن على الدولة أن تمنع الناس من ممارسة الصلاة فى المساجد، لكل ذلك أصدرت المحكمة الشرعية حكمها بإعدامه حدا إذ وجدته باعترافاته التى أصر عليها محاربا للإسلام وأن الجريمة التى نفذها هى جزء من أهدافه لمحاربة الإسلام والقضاء عليه وأنه بذلك يكون من أعظم المفسدين فى الأرض المحاربين لله ورسوله واعتقاداته هذه تخرجه من الإسلام وتبيح دمه. واليوم إذ ينفذ حكم الله فى هذا المجرم الشاب الذى خرج على دينه وأمته وأسرته نتمثل قول الله تعالى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ صدق الله العظيم.
الثالث.. قام باغتيال عمه الملك فيصل بسبب رابط القرابة الذى يجمعه بأسرة آل رشيد من جهة والدته، وأسرة آل رشيد هى التى كانت تنافس أسرة آل سعود سياسيا فى إقليم نجد فى وسط شبه الجزيرة العربية، حيث اغتال عمه الملك فيصل انتقاماً وثأراً من إسقاط حكم آل رشيد، ومما يؤكد هذا التفسير وجود آنذاك وحتى الآن أفراد من آل رشيد فى خارج السعودية يمارسون العمل السياسى كمعارضة فى الخارج. محاكمته وإعدامه حُكم عليه بالإعدام، فقد قبض عليه فور إرتكابه الجريمة، وأودع السجن، وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف فى مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوما من اغتياله للملك فيصل معاملة والده و أشقائه بعد إعدامه بعد ان اغتال عمه الملك فيصل سجن شقيقه بندر بن مساعد لمدة عام كامل، و إستبعد والده مساعد بن عبدالعزيز من أى دور سياسى حتى وفاته. نفذ حكم الإعدام يوم الأربعاء 18 يونيو 1975، بالمجرم فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز الذى ارتكب جريمة قتل المغفور له جلالة الملك فيصل رحمه الله وقد أصدرت المحكمة الشرعية بيانا تضمن الحكم بالإعدام وقد صدر البيان التالى.. أصدرت المحكمة الشرعية حكمها بإعدام المجرم فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز لارتكابه جريمة قتل فقيد الأمة الإسلامية والعربية المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وقد صدق على الحكم وأمر بتنفيذه ولى الأمر صاحب الجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز.
وأضافت السياسة الكويتية فى عدد 29 - 3 - 1975، أن التقارير التى جمعتها من الأوساط المطلعة عن كثب على حياة الأمير فيصل بن مساعد، تفيد أنه بينما أمضى فترة صباه فى الولايات المتحدة فقد أقام علاقات مع المنظمات السياسية الراديكالية هناك. أضافت السياسة فى العدد نفسه، أنه عند انتقاله من كلية ولاية سان فرنسيسكو إلى جامعة كولورادو، عاش هناك مع مجموعة من الطلبة الراديكاليين. وأكدت الصحيفة الكويتية، أن الأمير أصبح أكثر راديكالية بعد انتقاله من "كولورادو" إلى الحرم الجامعى فى "بيركلى" التابع لجامعة "كاليفورنيا" عام 1971، بحكم أن بيركلى أرض خصبة للنشاطات الراديكالية فى الستينات وأوائل السبعينات.