musicooo.com
الأباطرة الثّلاثة: حثّ بسمارك كلاً من النمسا- المجر وألمانيا على دخول تحالف مع روسيا، حيث اتفقت هذه الدّول على البقاء على الحياد في حال اشتركت واحدة منها في الحرب، وحاول بسمارك على أن يحول بين إيجاد أيّ تحالف بين فرنسا وروسيا. شخصيات مهدت للحرب العالمية الأولى هناك مجموعة من الأشخاص الذين يمكن القول أنّهم كانوا السّبب في التّمهيد لحدوث الحرب العالميّة الأولى، نذكر منهم: نابليون ونابوليون هو أوّل أباطرة فرنسا واحدة من أقوى وأعظم القوى في ذلك الوقت، وقد كان نابوليون كثير المغامرات الخارجيّة، والتي انتصر فيها حيناً وفشل حيناً آخر، وتعدّدت حروبه في القارة الأوروبيّة، مستفزّاً بذلك كلّ القوى العظمى، ومنها ما تعدّى قدراته مثل غزوه لروسيا في عام 1812، وفي هذه الفترة ظهر نظام التحالفات بين الدّول الأوروبيّة ضدّه، والأمر الذي انتهى بهزيمة ووترلو. وقد دخل الحرب عام 1805 ضدّ ثلاث من أعظم القوى في ذلك الحين، وهي: روسيا، والنّمسا، وبريطانيا، نجح من خلالها في هزيمة كلّ من النّمسا وروسيا، وقد تحدّت روسيا حلف نابوليون فقام بمهاجمتها، وتغلب في البداية على جيشها، ولكن عند دخوله إلى موسكو كان أهلها قد دمّروها، وكان جيشه منهكاً ويعاني من المجاعة، وكانت تلك هزيمته الأخيرة التي قضت على كلّ آماله.
سياسة الفاشية في التوسع الخارجي لهذه السياسة تبعات منها: الغزو الياباني للصين. وقوع أثيوبيا تحت الاستعمار الإيطالي. التوسع الديكتاتوري الألماني على حساب الأراضي النمساوية والبولونية. عقد التحالف العسكري بين محاور برلين، وروما، وطوكيو وغيرها من التحالفات. التدخل غير المبرر لألمانيا وإيطاليا في الحرب الأهلية الإسبانية. عدم اتخاذ عصبة الأمم للقرارات الصارمة، وعدم قدرتها على الحفاظ على السلام الدولي.
الحروب شهد العالم في أوائل القرن العشرين عدداً من التطوّرات السّياسية والعسكريّة، والتي أدّت إلى اشتعال الحرب بين الدّول الكبرى، والتي انضمّت إليها معظم دول العالم، وقد عُرفت بالحرب العالميّة الأولى؛ وسمّيت بهذا الاسم لأنّ أكثر دول العالم كانت قد اشتركت بها بشكل مباشر أو غير مباشر. أسباب الحرب العالمية الأولى دخلت أكبر قوى في أوروبا - النّمسا، والمجر، وألمانيا، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا العظمى - الصّراع الذي يُعرف بالحرب العالميّة الأولى، وذلك في خلال ثمانية أيّام على امتدادها من نهاية يوليو إلى بداية أغسطس عام 1914 ميلاديّة، وقد كلفت هذه الأعمال الحربيّة هذه الدّول تكلفةً عاليةً أدهشت رجال الدّولة الذين كانوا على اطّلاع على أدقّ تفاصيلها. وقد كان أساس هذه النّزاعات بين الدّول الكبيرة ذا جذور متأصّلة وعميقة، حيث أدّى النّصر الذي حقّقته ألمانيا بقيادة أوتوفون بسمارك في الحرب البروسيّة الفرنسيّة بين عامي 1870 و1871 إلى بداية ظهور ألمانيا الموحّدة، وبالتّالي عمل على خلق حالة من التّوتر المستمرّ. كما أنّ ظهور ألمانيا السّريع كقوة مهيمنة في القارّة كان قد ألقى بظلاله على مصالح بريطانيا، وأدّى إلى تدهور العلاقات بشكل كبير بينهما.
وازدادت حدة المعارك خلال عام 1916 الذي شهد معركتي "فردان" التي دامت سبعة أشهر، و"السوم" التي استمرت أربعة أشهر، وجرتا على أرض فرنسا وظهرت الدبابة لأول مرة في ميادين القتال، وأُجبِرَتْ ألمانيا على التقهقر، وقُضِيَ على جيشها المدرب لتعتمد على المجندين من صغار السن. دخول أميركا وتميز عام 1916 بحرب الغواصات التي كانت إحدى نتائجها دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب، فخلال هذا العام وقعت حرب في بحر الشمال بين الأسطولين الألماني والإنجليزي عرفت باسم "جاتلاند". كما لجأ الألمان إلى محاولة إغراق أي سفينة تجارية لتجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام، وكان من بين السفن التي تم إغراقها عدد من السفن الأميركية الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في الحرب إلى جانب دول الوفاق في أبريل/نيسان 1917، لتصبح الحرب عالمية. وكانت الولايات المتحدة قبل دخولها الحرب تعتنق مذهب مونرو الذي يقوم على حياد أميركا في سياستها الخارجية عن أوروبا، وعدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الأميركية، غير أن القادة الأميركيين رأوا أن من مصلحة بلادهم الاستفادة من الحرب عن طريق دخولها. لكن الألمان استفادوا من نجاح الثورة البلشفية في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 1917 وتوقيع البلاشفة اتفاقية صلح برست ليتوفسك في الثالث من مارس/آذار 1918 التي خرجت بموجبها روسيا من الحرب.
بعد مرور يومين، تقابل ممثلو ألمانيا - بقيادة ممثل الحزب المركزي الكاثوليكي (Zentrum) ماتياس إيرتسبرجر - مع وفد من قوى الوفاق المنتصرة بقيادة المشير الفرنسي فرديناند فوش - القائد العام لقوات الوفاق - في عربة قطار في غابة كومبيان ووافقوا على بنود الهدنة. في 11:00 صباحًا يوم 11 نوفمبر (11/11) 1918, توقف القتال على الجبهة الغربية. انتهت "الحرب العظمى" كما سماها معاصروها ولكن تردد صدى التأثير الواسع للصراع على المجالات الدولية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لعشرات الأعوام. الخسائر العسكرية مثلت الحرب العالمية الأولى إحدى أكثر الحروب التدميرية في التاريخ المعاصر. توفى عشرة مليون جندي تقريبًا نتيجة للصراع، وهو ما يتجاوز عدد قتلى الجيوش في جميع الحروب أثناء المائة عام السابقة. على الرغم من صعوبة التأكد من عدد الإصابات بدقة، فمن المقدر إصابة 21 مليون رجل في المعركة. نتج جزء من الخسائر الفادحة لجميع أطراف الصراع من استخدام أسلحة جديدة مثل البندقية الآلية وحرب الغازات بالإضافة إلى فشل القادة العسكريين في ضبط أساليبهم مع طبيعة الحرب التي كانت تزيد بها استخدام الآلات. كلفت سياسة الاستنزاف خاصة على الجبهة الغربية حياة مئات آلاف الجنود.
(3) أوتوفو بسمارك هو أوّل مستشار للرايخ الألماني، وقد وُصف في كتب التاريخ بأنّه الرّجل الحديدي، والذي كانت توجهاته وسياسته من الأسباب غير المباشرة، والتي مهّدت لنشوء الحرب العالمية الأولى. عملت سياسة الحديد والدّم التي قام بسمارك باتبعاها على توحيد ألمانيا، ولكنّها من ناحية أخرى مثّلت بيئةً خصبةً لنشوء التطرّف الفكري والقومي، ثمّ أدّى انتصار بروسيا على النّمسا إلى زيادة التوتّر بينها وبين فرنسا، ولم يكن بسمارك يخشى خوض الحرب ضدّ فرنسا، ولك يكن ينقص هذه الحرب سوى شرارة صغيرة، وقد حدث ذلك في عام 1870 حين عرض على الأمير ليوبولد أن يعتلي العرش الإسباني، فعارضت فرنسا هذا التّرشيح، وحتى يدفع فرنسا إلى إعلان الحرب على بروسيا تعمّد بسمارك أن ينشر الحوار الذي دار بين الملك فيلهم والسّفير الفرنسي في بروسيا، بطريقة مثّلت إهانةً لبروسيا، فردّت فرنسا على ذلك من خلال حشد جيوشها، وقد كانت الحرب الفرنسيّة البروسيّة نصراً كبيراً لبروسيا. وبعد انتهاء الحرب اتّجه بسمارك إلى تأمين اتحاد ألمانيا، ثمّ أعلن الملك فيلهم الأوّل إمبراطوراً لألمانيا في قاعة المرايا في قصر فرساي، وكانت الإمبراطوريّة الجديدة اتحاديّة تتكوّن من 25 ولاية.
الحرب العالمية الاولى ونتائجها: على مدى السنوات الاربع التالية، نجد ان الحرب العظمى كما كان يطلق على الحرب العالمية الاولى ، سوف تتسع لتشمل ايطاليا ، اليابان ، الشرق الاوسط ، الولايات المتحدة، وغيرها من بلدان اخرى، وقد لقى اكثر من 20 مليون جندى مصرعهم خلال الحرب العالمية الاولى ، واصيب نحو 21 مليون اخرون بينما سقط الملايين من الاشخاص ضحايا لوباء الانفلونزا الذى ساعدت الحرب على انتشاره. وتركت الحرب العالمية الاولى في اعقابها ثلاث سلالات امبراطورية مدمرة وهم (المانيا ، النمسا - المجر ، تركيا) ، واطلقت العنان للقوى الثورية البلشفية في بلاد اخرى مثل (روسيا) ، وفي نهاية المطاف، كان السلام غير مستقر في معاهدة فرساي في عام 1919 ، وبقت التوترات في التحقق لمدة لا تقل عن عقدين قبل ان يفسح المجال لحرب عالمية مدمرة اخرى.
بدأ الهجوم المضاد للحلفاء في الثامن من أغسطس/آب 1918 ووقعت معركة أميان، وقد شاركت أكثر من أربعمائة دبابة و120 ألفا من قوات الدومينيون والقوات البريطانية والقوات الفرنسية، ووقعت عدة معارك من أهمها معركة ألبرت في 21 أغسطس/آب ومعركة أراس الثانية التي تضمنت معركة سكارب، ومعركة خط دروكورت كيويانت. وفي سبتمبر/أيلول أطلقت القوات الأميركية والفرنسية هجوما نهائيا على خط هيندينبيرغ في معركة غابة أرجون، وفي الأسبوع التالي تعاونت الوحدات الأميركية والفرنسية على التغلغل إلى مقاطعة شامبانيا الفرنسية وبدأت معركة بلانك مونت ريدج مُجبرين الألمان على التراجع نحو حدود بلجيكا ، كما استطاع الفيلق الكندي والجيش البريطاني الأول والثاني اختراق خط هيندنبيرغ ووقعت معركة كامبري الثانية. انهارت قوات "دول المركز" بسرعة وكانت بلغاريا أول من وقعت على الهدنة في 29 سبتمبر/أيلول 1918 في سالونيك، وتوالت الانهيارات وتوقيع اتفاقيات الاستسلام، لتوقع ألمانيا هدنة كومبين مع الحلفاء داخل إحدى مركبات السكك الحديدية في 11 نوفمبر 1918 الساعة الخامسة مساء، ويدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر.